بتمويل خليجي.. ترامب يعتزم إنشاء مناطق آمنة فى سوريا
كشف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أنه ينوى إنشاء مناطق آمنة فى سوريا حتى إنتهاء الأزمة ، لمنع تدفق الفارين من ويلات الحرب على الولايات المتحدة.
ونقلت قناة الحرة الأمريكية الليلة عن ترامب قوله فى كلمة له، "إنه ينوى إقامة هذه المناطق فى سوريا بدلا من فتح أبواب أمريكا لناس لا نعرفهم"، على حد قوله.
وأضاف أن "دول الخليج ستمول تلك المناطق الآمنة".
وأشار في تجمع جماهيري بفلوريدا إلى أنه اتخذ إجراءات في الفترة الماضية لمنع دخول المتشددين الإسلاميين، رافضا اعتراض المحاكم على القرار التنفيذي بشأن الهجرة، قائلا إن القانون ينص على أن من صميم سلطاته منع دخول أشخاص يمثلون خطرا على المصالح الأميركية.
وتعهد بأنه سيتخذ قرارا الأسبوع المقبل بشأن الهجرة، وذلك من أجل حماية أمن البلاد.
ولفت إلى أن دولا مثل ألمانيا والسويد وفرنسا وبلجيكا شهدت وقوع عمليات إرهابية، بينما تسمح الولايات المتحدة بدخول الآلاف أراضيها "دون اتخاذ إجراءات فحص مناسبة".
وأكد أنه يرحب في الوقت نفسه بالقادمين الذين يظهرون احتراما للقيم الأميركية، ويمكن أن يكونوا نافعين للبلاد، وليس الذين لديهم أفكار سيئة عن الولايات المتحدة.
وذكر أنه وجه وزارة الدفاع باقتراح استراتيجية لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية داعش، وإعادة بناء الجيش الأميركي.
وكان الرئيس الأمريكى قد قال الشهر الماضى، إنه يعتزم إقامة مناطق آمنة فى سوريا تهدف لحماية الأشخاص الفارين من العنف ما يثير مخاوف من زيادة التدخل العسكرى الأمريكى فى الصراع السورى.
المنطقة الآمنة وموسكو
لن ينجح أي قرار حاسم بإنشاء مناطق آمنة إلا إذا قامت الولايات المتحدة بتنفيذه ضمن إطار واسع يتضمن تفاهمات وتدابير واضحة مع روسيا وإيران لضمان التخفيف من مخاطر المواجهة العسكرية الناتجة عن انتهاك محتمل للمناطق الآمنة، وذلك وفقا لتصريحات العديد من المسؤولين الأمريكيين.
ومن غير الواضح ما إذا كانت المنطقة الآمنة تعنى قيود حظر الطيران فوق الأراضي ولكن حماية المجال الجوي ضرورية للغاية، وإذا كان هذا هو الحال فإنه يتعين على الولايات المتحدة الاستعداد لإسقاط أي طائرة تنتهك منطقة حظر الطيران، وهي خطوة قد تؤدى إلى حرب ، بحسب صحيفة "القدس العربي".
وفي الواقع هناك اتفاق بين جميع الخبراء بأن الولايات المتحدة ليست على استعداد للمخاطرة ببدء حرب عالمية ثالثة في سوريا.
واللافت أن ترامب نفسه كان انتقد الحلول التي طرحتها منافسته السابقة هيلاري كلينتون في الشأن السوري بما في ذلك إنشاء مناطق حظر جوي ومناطق آمنة، وقال بأن ذلك قد يؤدى إلى حرب عالمية ثالثة، و صرح حينها بأن الاهتمام يجب أن يتركز على محاربة تنظيم "داعش" وليس التركيز على سوريا.
وروسيا بدورها أصدرت تحذيرات مستترة إلى إدارة ترامب حيث قال ديمترى بيسكوف المتحدث باسم الكرملين "إنه من المهم للولايات المتحدة التفكير في العواقب المحتملة لإنشاء مناطق آمنة في سوريا".
ولم تتعامل إدارة ترامب مع معركة الباب بشكل خاص، والمعلومات المتوفرة بشأن الدور الأمريكي جاءت من أنقرة، حيث قالت مصادر مقربة من الرئاسة التركية لوكالات الأنباء أن الرئيس التركي رجب طيب أوردغان والرئيس الأمريكي اتفقا خلال حديث عبر الهاتف على العمل معا فيما يخص بعض المدن السورية التي ما زالت معقلا لتنظيم داعش مثل الباب والرقة، ولم تصدر عن الإدارة الأمريكية تعليقات من شأنها إغضاب أنقرة بالتزامن مع اتهامات بعض الأطراف الاقليمية وجماعات حقوق الإنسان لتركيا بقتل الكثير من المدنيين في معركة الباب.
تضارب مواقف ترامب
وإذا عدنا لفترة قريبة إلى أفكار ترامب في الشأن السوري قبل انتخابه رئيسا للولايات المتحدة، فإننا سنجد أفكارا مناقضة، حيث اقترح في إحدى اللقاءات الإعلامية بأن تترك الولايات المتحدة تنظيم "داعش"جانباً لمحاربة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، و بعد الإطاحة بسلطته، يتم التركيز بعدها على هزيمة "داعش"، ثم اقترح فيما بعد بأن تترك الولايات المتحدة مشكلة التنظيم لروسيا.
وهناك مشاكل محتملة تصاحب هذه الاستراتيجية كما يقول الخبراء حيث يتعامل ترامب على أن تنظيم "داعش" ونظام الأسد هم ألد الأعداء ضد بعضهما البعض، وقد تبدو هذه الفكرة صحيحة تماما في الظاهر حيث يقف التنظيم والنظام على طرفيَ نقيض في المعركة، ولكن هذه الفكرة تتجاهل حقيقة أخرى هي أن للأسد والتنظيم منافع متبادلة، والعدو الفعلي الذي كان يمثل تهديدا فعليا للنظام هم جماعات المعارضة، التي كانت إدارة أوباما تزعم أنها تدعمها، بينما الواقع يقول العكس.
وتعتبر هذه المجموعات المعارضة شرعية بنظر الكثير من الأطراف الدولية عكس التنظيمات المصنفة إرهابية مثل «القاعدة»، لذا فإن الأسد يحاول بدعم من روسيا تصفية هذه الجماعات أولا.
أفكار ترامب أثناء الحملة الانتخابية في الشأن السوري كانت مرتبكة أما أفعاله حتى الآن فهي غير واضحة ومشوشة، ومن الواضح أن علينا الانتظار لفترة طويلة قبل الحصول على رؤية ناضجة ومتكاملة من واشنطن لحل الصراع في سوريا.